سبق وان طرحت تدوينة بعنوان السياسة والحياة

الثورة والانقلاب من منهجي الدراسي:-

الثورة تعني من ناحيتين، علمية وفكرية ثم لا تقف عن حدود الهدم فقط، بل تتعداها الى البناء وفي هذا يقول ماوتسي تونغ “لسنا صالحين لتهديم العالم فقط، بل اننا صالحون لبناء عالم جديد).

فالثورة عملية ايجابية طالما انها لا تنغلق عند حدود الهدم بل تنفتح لتتم عملية البناء. والثورة تعني عملا مستمرا وهذه الاستمرارية شرط اساسي لكل ثورة في نواحيها العلمية والفكرية، والفكر يلعب دورا في تعميق مفاهيم الثورة وتقبل الناس لما تأتي به الثورة من جديد وعليه فلا بد من قيام ثورة فكرية (ثورة ثقافية)  الى جانب الثورة الاجتماعية والاقتصادية حتى تتكامل الثورة.

ان عملية تغيير شكل الحكم فقط دون تغيير اسس المجتمع لا تعني ثورةً انما تعني اقلابا.

وعليه فأن الثورة تعني ذلك العلم الذي يهدف الى تغيير المجتمع تغييرا جذريا في كياناته الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية ثم العمل وباستمرار على اقامة كيانات جديدة تتناسب مع التطور وتتلائم وطموحات الناس.

فالثورة اذن (علم تغيير المجتمع)

ان الثورة التي لا تقوم على الايمان بالشعب وبدون تخطيط علمي وبدون استمرارية العمل لا تستطيع ان تحقق اهدافها وبالتالي لا تكون ثورة انما انقلاب او تطورا اصلاحيا يقوم بالقمة دون تغيير للقاعدة التي هي الاساس في كل ثورة.

اذن خصائص الثورة ثلاث:-

1- شعبية   2- علمية (اي ليست طائفية او عرقية او دينية بل علمية من اجل تطوير المجتمع)   3- استمرارية

ان فقدت اي شرط من الشروط اعلاه ستكون انقلاب

اذن الفرق بين الثورة والانقلاب هو:-

1- الثورة تغيير شمولي للحياة يتلاقى فيها الهدم والبناء ليسود البناء، اما الانقلاب فهو هدم في الغالب اما بناءه فهو سطحي في القمة وحسب.

2- الثورة علم تغيير المجتمع اما الانقلاب فهو تغيير شخص الحاكم والسلطة الحاكمة.

3- للثورة مظاهرها وقوانينها وعلميتها اما الانقلاب فمظهره القوة وعلميته لا تتعدى السلطة السياسية.

4- الثورة شعبية ترتكز على تأييد شعبي واسع اما الانقلاب فيفتقر اليها.

اي اخلال باحد الفروق يؤدي الى ان تكون الثورة انقلاب (اي تتحول من ثورة الى انقلاب) وهذا وارد وكثير الحدوث وابرزه ما يحدث لمصر حاليا

طبعا هنالك حالات نادرة وشاذة يتحول بها الانقلاب الى ثورة، اي شخص اخذ الحكم بالقوة ولكنه استطاع تغيير وبناء المجتمع نحو الافضل وكسب تأييدا جماهيريا واستمر على هذا، فهنا تحول من انقلاب الى ثورة

لكن للاسف في البلدان العربية يحدث العكس، اي الثورة تتحول الى انقلاب

وابرز مثال للثورات هو الثورة الانكليزية والثورة الامريكية التي لا زالت مستمرة منذ القرن ال18